الجانب الآخر من الضحية
مباشرة, قبل أن يتوقف منبه الساعة, فتحت عيني و اندفعت مسرعة نحو المرآة. انهم اغمق بشكل ملحوظ عن الليلة الماضية.
انه لم يكن حلما.
تجاهلت صوت أمي القادم من أسفل, و بقى تركيزي على انعكاسي في المرآة , متصلبة, و كشاهدة على آثار الكارثة و تجردت من نفسي برعب.
صرخت من خلف الباب المغلق “حاضر” و فتحت ماء الحنفية لكي أطمإن أمي ولكن لم اكن قادرة على التحرك. و كان علي أن انتظر أكثر قبل ميعاد ذهابي الى المدرسة.
تحولت الثواني الى دقائق و كل ما كنت أقدر على فعله هو التحديق. أمدد رقبتي في ناحية لكي اتعقب كل علامة و ألمسهم بأطراف أصابعي.
ضائعة في ضباب متاهة ذاكرتي. لقد كنت أعاني. أين كنت عندما حدث هذا؟
في اليوم السابق, استيقظت في خيمة على الشاطئ ناظرة اليه يذهب بعيدا. كانت ملابس السباحة الملفوفة والمكورة بجانب ركبتي ملطخة بالدماء. حيرانة و أشعر بصداع,مستلقية على الأرض, أحاول أن أستعيد ذاكرتي بتركيب أحداث الليلة الماضية عندما كنت أستمع الى ضحك أصدقاءه وهم يحيونه على انتصاره.
أخر شيء أتذكره هو القبلات في الخيمة, رأسي تدور بسبب الخمرة الرخيصة التي شربتها , و بأحساسي اني مرغوبة.
هذا يعني انني جميلة بالتأكيد.
أمشي في قاعات المدرسة و رقبتي مكشوفة, اشعر بالفخرو بأني جميلة. الأ شخاص الوحدين الذين اعرفهم و عندهم نفس العلامات التي على رقبتي هم صديقات لاعبين كرة القدم الوسيمين. مشجعات المنتخبات و ملكات اتحاد الطلبة القدماء لديهم عضات مختلفة, فهم ليسوا مبتدئين أخرقين يدعون “فريدي كروجر” أولئك الذين يعانوا من امراض جلدية في وجوههم.
سيستغرق ذلك سنوات حتى أستوعب فكرة انه قد تم أغتصابي, وفترة أطول حتى أدرك انه لم يكن خطأي.
كان من السهل علي أن ألوم نفسي. لقد كنت سكرانة. كنا نتبادل القبلات. و تطول قائمة لومي لنفسي. و لكن متى كان عدم الوعي والتغافل عن عمل عدواني كأن تسلب منك عذريتك أمر تطلبه فتاة ذات 13 عاما؟!
لقد تصارعت مع نفسي لأجد اجابة لهذا السؤال, متاجهلة الحقيقة بأن هذا حدث بسبب شرب المخدرات و الكحول.
منذ لحظة الأعتداء علي ( و كرد فعل حماية من الاوعي ) و قد جعلتها تنفع معي. أبحت حياتي الجنسية لأي شخص ما يكون. و بإعطائهم ما يريدون مني لم يكن هناك شئ اخسره. كان هذا أنكار لما حدث مغلف بإدمان و لم يمكنني السيطرة عليه.
بعد تخرجي من المدرسة الثانوية بفترة قصيرة, قدمت في مسابقة للتعري ووجدت وكانت منصة التعري بمثابة بيتي الجديد حيث لا مجال للتفكير, تبادل حياتي الجنسية مع أحساسي بالقوة و مبالغ مالية طائلة هذا كل ما كنت احتاج اليه.
سنواتي التالية كانت ضبابية, كنت أدور في حلقة مغلقة من تجارة المخدرات و علاقات مسيئة و ممارسة جنس مع أكثر من شخص. اصبحت حياتي حفلة كبيرة من الجنس و المخدرات و الرقص. وكنت اجد سعادتي في كل هذه الاشياء.
كل حفلة لها تاريخ انتهاء صلاحية و أخر نداء لي كان في عيد ميلادي ال 25. انا الباقية من مجموعتي لبيع المخدرات قتل صديقي (يقال أنه قتل في سرقة 4 كيلو كوكايين) و أثنين ماتوا بجرعة مفرطة من المخدرات, مشيت بعيدا عن الحياة الوحيدة التي كنت أعرفها.
و بعزيمتي على تغيير مسار حياتي و تصميمي على البقاء على قيد الحياة رغم اختياراتي, تجرأت بأخذ قرار البدأ بفصل جديد في حياتي و بدأت طريقي الطويل و الصعب في تحقيق ذاتي و شفائي.
لا يوجد هناك شئ في الحياة يجهزك لأن تكون شخص إحصائي بحيث تتدرب على شعوران يتم استغلالك. لكي تدرك فعلا دور الضحية يجب ان تكون واحد منهم وان تشعر بذلك من أعماق نفسك. ومع ذلك فإني كضحية لا اريد أن يتم تهميشي بسبب الظروف. نحن الضحايا لسنا مجموعات فرعية لقصصنا المرعبة و لكننا تجسيد لنجاتنا من هذه القصص.
هناك توازن دقيق بين القوة والمعاناة التي لا يمكن ان تستشعرها الا إذا مررت بواحدة.
لذلك نحن نتبادل خبرانتا لنسعى فقط الى التعاطف والتفاهم على أمل أن نمد الاخرين بالقوة للتألق من خلال ظلامهم الشخصي.
الامر يحتاج الى شجاعة هائلة ان نعيش حقيقة ما نمر به, بغض النظر عن عدد المرات التي حاولنا ان نهرب متجاهلين هذه الحقيقة فهناك حرية في رفضنا قبول هذه الحقيقة لكي نسمح بسحابة العجز ان تمر و ان يكون هناك فرصة لأن نحب انفسنا حينها نشعر بالأمان و ندرك اننا لسنا بمفردنا.
في شهر نوفمبر سأحتفل بعيد ميلادي ال44 و على الرغم أني الان بعيدة كل البعد عن الشخص الذي كنت عليه, ما زالت ظروف حياتي المؤلمة تمهد طريق حياتي. هناك بعض الأوقات التي أشعر بأني تلك الفتاة في الثالثة عشر من عمرها و لكن الفرق الأن هو اني أطلقت صوتها.
انا لم أعد اشعر بتحمل عبء مسؤلية ما حدث تلك الليلة على الشاطئ و لكني أشعر الان بمسؤلية تذكير لأي شخص يعاني هذا المسار في الحياة.
حلمي هو أن اكون مصدر إلهام لهؤلاء لكي يعلموا أن مواساتهم هي في كسر صمتهم وهي قوة لا مثيل لها لانها تسمح بأن نعيش و نتقبل حقيقتنا.
كل هذا يبدأ عندما نختار أن نعيش الجانب الاخر من الضحية.
كريستين ماكدونالد , سبتمبر 2012.
[/story]
0 comments to "الجانب الآخر من الضحية"