الجمال الداخلي والخارجي: بيج رودريجز
هل قال لكِ أحدٌ ما شيئًا، وشعرتي أن ما قاله بمثابة صفعة على وجهكِ؟ كما لو كانت تلك الكلمات أيقظتكِ، وجعلتكِ تركزين بشدة؟ بعد عيد ميلادي الأربعين بفترة قصيرة، بينما كنت محتارة حول السن الذي يوحي به شكلي الخارجي للناس، قال لي زوجي اللطيف: “لماذا أنتِ منشغلة بهذا الأمر، ستصلين لعامك الثمانين وأنتِ مازلتي تظنين أنكِ قبيحة! فلتتجاوزي تلك النقطة”. كانت كلماته بمثابة الصفعة على وجهي! بقيت في مكاني للحظات وأنا صامتة أفكر؛ هل ظننت خلال حياتي كلها أني أبدو جميلة؟ ولماذا لم أفعل؟!
كانت هذه هي نقطة ضعفي طوال حياتي، عانيت كثيرًا بسببها طوال حياتي الماضية. لما وصلت لعامي الأربعين، كنت أقف على ميزان الوزن، وأقول لنفسي كم كنت رفيعة وأنا في العشرينيات من عمري، لكني قضيت العشرينيات والثلانينات أظن أيضًا أني كنت قبيحة. كيف أهدرت الكثير من الوقت والمجهود لأهتم بمظهري الخارجي؟ ترى ما الذي فاتني من الحياة بسبب ذلك؟ كان من الممكن أن أستغل كل طاقتي التي أهدرتها في كرهي لمظهري في فعل أي شيء آخر يجعل العالم مكانًا أفضل. فعندما يسيطر أحد المواضيع على عقلكِ، فإنه يستهلك طاقتكِ التي كان يمكن الاستفادة بها في تغيير نفسكِ أو مَن حولكِ.
إذن، كيف تتخلصين من تلك الأفكار السلبية؟ من أين تأتي تلك الأفكار؟ لو قمتي بتحليل نفسكِ، ستجدين أنكِ تنقسمين إلى ذات، وشخصية، ونفس عليا وسفلى، ودائما تريد الذات أن تتغلب على النفس العليا. إن عليكِ أن تعودي نفسكِ أن يكون رد فعلها “أنا جميلة” بدلًا من “أنا قبيحة”. كيف فعلت ذلك؟ بالتركيز على شيء أحبه فيّ، لإنَّكِ عندما تفعلين ذلك، تبدأ نفسكِ العليا في الهيمنة على ذاتكِ. أدركت أني إن لم أكن أحب نفسي، كيف سيحبني الآخرون؟
لقد تعلمتُ ذلك عندما ساعدتني صديقاتي “جولي وكيلي” منذ خمس سنوات، لقد أصرتا أن أذهب إلى مدرسة لمعالجة الذات، إن لدي هبة يجب أن أشارك العالم كله بها. كنت أظن أنهما مجنونتان، إن لدي 4 أطفال، أحدهم يبلغ 18 شهرًا فقط. لكني كنت أعرف أيضًا أني عالقة في واجباتي اليومية، لقد كنت مرهقة ولم أشعر بداخلي أني بخير. لذلك.. أخذت أولى خطواتي، وذهبت لأرى كيف ستكون حياتي الحقيقية. واكتشفت أني فقدت نفسي، وسط اهتمامي بكل مَن حولي، وهو أمر سهل حدوثه لمَن لا يُحب نفسه.
كانت لحظة الاكتشاف الأكبر بالنسبة لي عندما أدركت أن رحلة حب الذات، تقطع داخلك فقط. لقد توقفت عن الاهتمام بمنظور العالم الخارجي للجمال، فروحي جميلة، أحب الناس بشدة، وأهتم بكل مَن يمر بحياتي، وأعيش بصدق ونزاهة. أتبرع بما أقدر عليه لمجتمعي ولمَن يحتاجون، أنصت لغيري، أحب وأعطف. لقد عدت إلى نفسي، أنا جميلة.
بيج رودريجز
.
0 comments to "الجمال الداخلي والخارجي: بيج رودريجز"